جميعنا نعلم أن التعرض لأشعة الشمس يزود الجسم بفيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم وتعزيز صحة العظام، إلا أن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV) دون استخدام الكريمات الواقية قد يلحق الضرر بالجلد عن طريق تكسير خلايا الكولاجين والإيلاستين في الجلد أو التسبب بفرط التصبغ أو البقع الشمسية (التلف الضوئي)، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد قبل أوانها.
هذا وتسبب أشعة الشمس الضارة في بعض الحالات الإصابة بسرطان الجلد! وهو ما سنتطرق للحديث عنه في هذا المقال. فما هو سرطان الجلد؟ وكيف يمكنك وقاية نفسك وأفراد أسرتك منه؟ إليكم التفاصيل فيما يلي.
ما هو سرطان الجلد؟
سرطان الجلد هو نمو خلايا البشرة وتكاثرها بطريقة غير منظمة وسريعة في طبقة الجلد الخارجية، وينتج ذلك عن تلف الحمض النووي وطفرات جينية تؤدي إلى تكاثر خلايا الجلد بسرعة وتشكيل الأورام الخبيثة. حتى وإن كانت الخلايا المتكاثرة غير سرطانية أو حميدة، فبإمكانها الانتقال إلى الأنسجة المجاورة أو أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكراً.
لسرطان الجلد عدة أنواع، أبرزها الآتي:
سرطان الخلايا القاعدية
تنمو الخلايا السرطانية في هذا النوع بدءاً من الخلايا القاعدية في الطبقة الخارجية من الجلد، وتظهر على شكل نتوء شمعي أو آفة مسطحة بلون بني تشبه الندبة.
سرطان الخلايا الحرشفية
ينمو سرطان الخلايا الحرشفية في الطبقة الخارجية من الجلد كذلك، وغالباً ما يتشكل على هيئة ندبة صلبة حمراء اللون أو آفة مسطحة ذات سطح متقشر.
الورم الميلانيني
يعد الورم الميلانيني من الأنواع النادرة لسرطان الجلد ولكنه الأكثر خطورة. تشمل أعراضه بقع كبيرة داكنة تتوزع على أنحاء الجسم، وهي عبارة عن شامات يتغير لونها أو حجمها أو ملمسها باستمرار مع احتمالية تعرضها للنزيف، بالإضافة إلى ظهور آفات صغيرة ذات حواف غير متوازية وأجزاء تظهر باللون الأحمر أو الأبيض أو الأزرق أو الأسود المزرق، فضلاً عن آفات داكنة تتكون على راحة يدك أو باطن أصابع يديك أو قدميك أو المهبل أو الشرج.
كيفية الوقاية من سرطان الجلد
إجراء فحوصات الكشف عن سرطان الجلد بشكل منتظم
حتى وإن لم تكن تعاني أي مشاكل جلدية، فمن الجيد إجراء الفحوصات السنوية لسرطان الجلد والتي نقدمها في مراكز نوفومد، إذ يستطيع الخبراء فحص البشرة بدقة باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات، بالإضافة إلى تقييم الشامات والنتوءات الجلدية التي قد تشير إلى احتمال الإصابة بسرطان الجلد. في حال كان لديك شامات تحتوي على سمات مشبوهة تبدو كأنها خبيثة (سرطانية)، فإن إزالتها مبكراً يمكن أن تمنعها من الانتشار إلى مناطق أخرى من جسمك.
استخدام واقي الشمس
تعد الكريمات الواقية من الشمس جزءاً هاماً من عوامل حماية الجسم ضد أشعة الشمس الضارة، ويجب أن يكون استخدامها عنصراً أساسياً من روتينك اليومي. تأكد من شراء المنتجات التي تحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF) بمقدار 30 أو أعلى، بالإضافة إلى احتوائها على مواد مقاومة لأشعة UVA وUVB، إذ تتسم أشعة UVA بأطوال موجية طويلة تسبب الإصابة بالحروق وسرطان الجلد، بينما لأشعة UVB أطوال موجية قصيرة تؤدي إلى ظهور البقع الداكنة والتجاعيد.
ضع طبقة سميكة من الواقي الشمسي قبل خروجك من المنزل بحوالي 30 دقيقة، وتأكد من إعادة استخدامه بشكل متكرر خلال اليوم، لأن معظم الكريمات الواقية من الشمس تتحلل في الشمس بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات. أما إذا قمت بالاستحمام أو السباحة، فأعد استخدام واقي الشمس بعد تجفيف جسمك جيداً، حتى وإن كان واقي الشمس مقاوماً للماء. عدا عن ذلك، تأكد من وضع واقي من الشمس على الأماكن التي غالباً ما ينساها البعض، مثل الأذنين وسطح القدمين.
تجنب استخدام أسرّة التسمير والمصابيح الشمسية
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من أسرة التسمير غير ضارة وآمنة الاستعمال، وهذا اعتقاد خالي من الصحة تماماً! حيث تطلق مصابيح التسمير الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب تلفاً طويل الأمد للجلد وتساهم في الإصابة بسرطان الجلد، فعندما تصل هذه الأشعة إلى الطبقة الداخلية من الجلد، يقوم الجسم بمقاومتها عن طريق إنتاج المزيد من صبغة الميلانين مما يدفعها إلى التحرك نحو الطبقات الخارجية من الجلد وتغيير لونه، أي أن سُمرة البشرة تدل على إصابتها بالحروق وليس اكتسابها لوناً أغمق.
لا يقتصر خطر أسرّة التسمير والمصابيح الشمسية على بشرتك فحسب؛ فالتعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تنتجها هذه الأجهزة يمكن أن يتسبب أيضاً في تعتيم عدسة العين وسرطان العين.
تغطية الذراعين والساقين
يمكن أن تحميك القمصان ذات الأكمام الطويلة والسراويل الطويلة من الأشعة فوق البنفسجية. على الرغم من أن الملابس ذات الألوان الفاتحة والمنسوجة بشكل فضفاض تحظى بشعبية كبيرة خلال الأشهر الدافئة، فقد تتفاجأ عندما تعلم أن الملابس ذات الألوان الداكنة أو المصنوعة من القماش المنسوج بإحكام توفر مزيداً من الحماية ضد أشعة الشمس الضارة! حيث يحجب القماش الثقيل وصول أشعة الشمس إلى الجلد، بينما يمتصها اللون الداكن بالكامل ويحجبها عن بشرتك.
ارتداء القبعات والنظارات الشمسية
احرص على ارتداء القبعات ذات الحواف العريضة التي تلتف حول رأسك بالكامل لتظلل الوجه والأذنين والرقبة، ويُفضل استخدام القبعات الداكنة لتوفير المزيد من الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية. كما نوصي بتجنب القبعات المصنوعة من القش التي تحتوي على ثقوب تسمح بمرور ضوء الشمس، واستبدالها بالقبعات المنسوجة من الأقمشة الثقيلة.
هذا ولا تقتصر وظيفة النظارات الشمسية على حماية عينيك من الأشعة الضارة وتقليل خطر الإصابة بإعتام عدسة العين فحسب، ولكنها تحمي كذلك الجلد الرقيق حول عينيك من التعرض لأشعة الشمس.
تجمع مراكز نوفومد بين الخبرة المهنية والأبحاث الرائدة لتطوير وتقديم أفضل الخدمات لمرضانا! يمكنك حجز موعد معنا لاستشارة أفضل أطباء الأمراض الجلدية وحماية نفسك وأفراد أسرتك من سرطان الجلد، أو الاتصال بنا للحصول على مزيد من المعلومات.