يعرف مرض التهاب الجلد التأتبي باسم “الأكزيما”، وهو حالة جلدية مزمنة تظهر عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة بسبب عوامل وراثية، حيث تنتشر البقع الحمراء والمثيرة للحكة على سطح الجلد. يعد الأطفال المصابون بالأكزيما أكثر عرضة للإصابة بحساسية الطعام والربو وحساسية الأنف في مرحلة لاحقة من حياتهم.
سنساعدك في هذا المقال من نوفومد على فهم أعراض الأكزيما وكيفية التعامل معها والحد من شدتها، تابع القراءة للحصول على مزيدٍ من المعلومات!
ما هي أسباب الإصابة بالأكزيما؟
على الرغم من أنك معرض للإصابة بالأكزيما في أي وقت، إلا أن أعراض هذه الحالة الجلدية عادةً ما تظهر في السنة الأولى من عمر الطفل، ويشهد الكثير من الأشخاص تحسناً ملحوظاً في حالة الأكزيما عند منتصف سن المراهقة، ولكن في بعض الحالات تستمر الأكزيما الشديدة حتى مرحلة البلوغ.
لا يزال العامل الأساسي المسبب للإكزيما غير معروف تماماً، إلا أن معظم الدراسات تشير إلى أن الجينات الوراثية تعتبر من أهم العوامل، فقد وجد الباحثون أن بعض الأشخاص المصابين بالأكزيما لا ينتجون القدر الكافي من بروتين يسمى فلاجرين (filaggrin)، وهو البروتين المسؤول عن تكوين طبقة واقية للجلد تحافظ على رطوبته.
تتكون الأكزيما بسبب عدم قدرة الجسم على إصلاح الأضرار التي لحقت بطبقة الجلد الواقية، فعادةً ما تحتوي كل خلية في الجلد على نسختين من بروتين فلاجرين، إلا أن الأشخاص المصابون بالأكزيما لديهم نسخة واحدة فقط من هذا البروتين؛ وبمجرد التهاب الطبقة الواقية، يتعرض الجلد إلى الجفاف والتقشر مما يزيد من احتمالية دخول البكتيريا والمهيجات البيئية إلى الجلد وتنشيط جهاز المناعة، مما ينتج عنه بقع حمراء شديدة الحكة ومؤلمة في بعض الأحيان.
هذا ونذكر من بعض مسببات الأكزيما الأخرى ما يلي:
- ضعف الجهاز المناعي يسبب استجابة التهابية غير مرغوب فيها في الجلد
- يمكن أن تتسبب بعض المواد أو الحالات التي تسمى العوامل المحفزة في تهيج الأكزيما، مثل الصابون والمنظفات وأقمشة الصوف وتقلب درجات الحرارة والتعرق
- مثيرات الحساسية مثل عث الغبار أو حبوب اللقاح أو العفن أو بعض الأطعمة
يجدر بنا الإشارة إلى أن الأكزيما ليست معدية، أي أن نقلها من شخص لآخر أمر غير محتمل، إلا أن الشخص المصاب بالأكزيما أكثر عرضة للإصابة بأنواعٍ مختلفة من الالتهابات مثل الثآليل وقروح البرد وقدم الرياضي.
أعراض الأكزيما
تتمثل الأعراض الرئيسية للأكزيما في الشعور بالحكة والجفاف والخشونة والقشور والتهاب الجلد، ويمكن أن تتهيج تارةً وتهدأ تارةً أخرى.
فضلاً عن ذلك، من الممكن أن تنتشر الأكزيما في أي مكان على الجسم، ولكنها عادةً ما تصيب الذراعين والمرفقين الداخليين وظهر الركبتين والخدين وفروة الرأس.
تشمل الأعراض الأخرى للأكزيما الآتي:
- حكة شديدة
- بقع حمراء أو بنية رمادية
- نتوءات صغيرة بارزة تفرز السوائل عند الخدش أو الحك
- بقع قشرية من سائلٍ أصفر جاف، والذي يشير بالعادة إلى الإصابة بالاتهاب
- جلد متقشر سميك
يجد الكثير من الناس أن أعراضهم تزداد سوءاً في الليل خاصة، مما يجعل النوم صعباً، إذ يؤدي حك الأكزيما إلى زيادة تهيج الجلد والتهابه. كما وقد تتحول مناطق الجلد المصابة بالأكزيما إلى درجاتٍ أغمق أو أفتح مؤقتاً بعد تحسن الحالة، خاصةً عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. يجب التنويه إلى أن اختلاف لون البشرة ليس نتيجة للندوب أو أثر جانبي للأدوية والكريمات، ولكنه يحدث بسبب الالتهابات المتكررة ويعود الجلد إلى لونه الطبيعي في نهاية المطاف.
عدا عن ذلك، ننصح بتجنب محفزات الأكزيما التي تعمل على زيادة هيجان الحالة، أبرزها:
- التعرق
- الحرارة العالية
- الماء الساخن
- جفاف الجلد
- ألياف الصوف
- الصابون والمنظفات
- التوتر والإرهاق
علاج الأكزيما والتخفيف من أعراضها
تساعد بعض الممارسات اليومية على التخفيف من أعراض الأكزيما والحد من تفاقمها، بما في ذلك:
تقليل الضرر الناتج عن الحكة
غالباً ما تسبب الأكزيما بالرغبة الشديدة في الحك، إلا أن كثرته تسبب حدوث نزيف وتزيد من خطر إصابة بشرتك بالعدوى أو التندب. لذا، ننصحك بالكف عن حك البشرة قدر المستطاع، إذ يمكنك محاولة فرك بشرتك بشكل لطيف بأصابعك بدلاً عن خدشها بالحك.
كما ويجب أن تحافظ على أظافرك قصيرة ونظيفة لتقليل الضرر الذي يلحق بالجلد من الخدش غير المقصود، بالإضافة إلى ارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة لتعمل كحاجز بين جلدك وأظافرك. أما إذا كنت تعتني بطفل مصاب بالأكزيما، فنوصي بوضع القفازات المضادة للخدش على يدي الطفل لمنعه من خدش أو حك الجلد المتهيج.
تجنب المحفزات
سيعمل طبيبك معك لتحديد ما قد يؤدي إلى حدوث نوبات تهيج الأكزيما، على الرغم من أنها قد تتحسن أو تزداد سوءاً دون سبب واضح. بمجرد أن تعرف محفزاتك، يمكنك محاولة تجنبها، فعلى سبيل المثال إذا كانت بعض الأقمشة تهيج بشرتك، فتجنب ارتداءها والتزم بالملابس الناعمة والخفيفة أو المواد الطبيعية مثل القطن.
أما إذا أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تفاقم الأكزيما، فاحرص على إبقاء الغرف في منزلك باردة، وخاصة غرفة النوم، كما نوصي بتجنب استخدام الصابون أو المنظفات التي قد تؤثر سلباً على بشرتك.
تغيير الحمية الغذائية
من المعروف أن بعض الأطعمة مثل البيض والحليب البقري تؤدي إلى ظهور أعراض الأكزيما، لكن لا ينبغي عليك إجراء تغييرات كبيرة على نظامك الغذائي دون التحدث أولاً إلى طبيبك، فقد لا يكون من الصحي قطع هذه الأطعمة من نظامك الغذائي، خاصة عند الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى الكالسيوم والسعرات الحرارية والبروتين الذي تحتويه هذه المواد الغذائية. كما وعلى النساء الحصول على استشارة طبية قبل إجراء أي تغييرات على النظام الغذائي المعتاد إذا كن يرضعن أطفالهن.
إذا اشتبه طبيبك في وجود حساسية معينة تجاه الطعام، فقد تتم إحالتك إلى اختصاصي تغذية لمساعدتك على تجنب الطعام الذي يسبب لك الحساسية مع ضمان حصولك على جميع الفيتامينات والبروتينات التي تحتاجها.
استخدام الكريمات المرطبة باستمرار
الكريمات المرطبة هي عبارة عن علاجات توضع مباشرة على الجلد لتقليل فقدان الماء والسوائل وتغطيته بغشاء واقي من العوامل البيئية المضرة. غالباً ما تستخدم الكريمات المرطبة للمساعدة في علاج حالات الجلد الجاف أو المتقشر بالإضافة إلى مقاومة الالتهابات وتقليل التهيجات.
قد ينصحك طبيبك باستخدام مزيج من المرطبات مثل مرهم للبشرة شديدة الجفاف وكريم للبشرة الأقل جفافاً، إلى جانب مطري لاستخدامه على الوجه واليدين بدلاً من الصابون.
يكمن الفرق بين المطريات والكريمات والمراهم في كمية الزيت التي تحتوي عليها، حيث تحتوي المراهم على كمية كبيرة من الزيوت، والذي بالتالي يمنحها قواماً دهنياً تماماً، لكنها الأكثر فاعلية في الحفاظ على رطوبة الجلد.
مضادات الهيستامين
مضادات الهيستامين هي نوع من الأدوية التي تمنع تأثيرات مادة في الدم تسمى الهيستامين وهي من أهم مسببات الحساسية. تتكون مضادات الهيستامين من نوعين تساعد في تخفيف الحكة المصاحبة للأكزيما وهي مضادات الهيستامين المهدئة التي تساعد المريض على النوم وتمنح راحة من التهيج، إلى جانب مضادات الهيستامين غير المهدئة التي تعمل على تقليل الحكة وتخفيف أعراض الأكزيما.
الضمادات والكمادات الرطبة
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب ضمادات طبية أو أقمشة أو لفائف مبللة لوضعها على مناطق الجلد المصابة بالأكزيما، ويمكن استخدامها إما مع المطريات أو مع الكريمات القشرية الموضعية لمنع الخدش والحكة، والسماح للجلد تحتها بالشفاء، ومعالجة جفاف الجلد.
في بعض الأحيان، يمكن السيطرة على الأكزيما الخفيفة في المنزل عن طريق تجنب المحفزات البيئية والحفاظ على ترطيب الجلد. ومع ذلك، من الأفضل مراجعة الطبيب عندما يصعب إدارة الأعراض أو عندما تزداد سوءاً. من الجيد استشارة الطبيب في الحالات الآتية:
- إذا كانت الأكزيما لا تستجيب للعلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية
- إذا كانت الأعراض تبقيك مستيقظاً في الليل
- إذا كنت تجد صعوبة في أداء المهام اليومية
- إذا لاحظت زيادة سماكة الجلد أو تقشره
يمكنك حجز موعد معنا لاستشارة أفضل خبراء الأمراض الجلدية في عيادات نوفومد في دبي وأبو ظبي والعين! وتستطيع كذلك الاتصال بنا هاتفياً للحصول على إجابة لجميع استفساراتك!